کد مطلب:168238 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

مقتل عمر (عمرو) بن جنادة الانصاری الخزرجی
(ضبطه المحقق السماوی (ره): عمر. (ابصار العین:159)، وفی المصادر الاخری: عمرو.). كان جنادة بن كعب بن الحرث الانصاری الخزرجی (رض) ممّن قتل فی الحملة الاولی من أصحاب الامام الحسین (ع)، وكان قد قتل من الاعداء ستّة عشر رجلاً، [1] وكان جنادة قد صحب الامام (ع) من مكّة وجاء معه هو وأهله، وكان ابنه عمرو وهو ابن إحدی عشرة سنة [2] قد تقدّم بعد مقتل أبیه (رض) إلی الامام (ع) یستأذنه فی القتال، فأبی(ع) (وقال: هذا غلام قُتل أبوه فی الحملة الاولی [3] ولعلّ أمّه تكره ذلك. قال: إنّ أمّی أمرتنی! فأذن له فما أسرع أن قُتل ورُمی برأسه إلی جهة الحسین، فأخذته أمُّه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلاً قریباً منها فمات! وعادت إلی المخیّم فأخذت عموداً، وقیل سیفاً، وأنشأت:




إنّی عجوز فی النسا ضعیفه

خاویة بالیة نحیفه



أضربكم بضربة عنیفه

دون بنی فاطمة الشریفه



فردّها الحسین إلی الخیمة بعد أن أصابت بالعمود رجلین). [4] .

لكنّ الخوارزمی فی المقتل ذكر مصرع جنادة ثم مصرع ابنه عمرو هكذا:(ثمّ خرج من بعده [5] جنادة بن الحرث الأنصاری، [6] وهویقول:



أنا جنادة أنا ابن الحارث

لستُ بخوّارٍ ولابناكثِ



عن بیعتی حتّی یقوم وارثی

من فوق شلوٍ فی الصعید ماكثِ



فحمل، ولم یزل یُقاتل حتّی قُتل.

ثمّ خرج من بعده عمرو بن جنادة، وهو ینشد ویقول:



أضِق الخِناقَ من ابن هندٍ وارمِه

فی عِقره بفوارس الانصارِ



ومهاجرین مخضّبین رماحهم

تحت العجاجة من دم الكفّار



خضبت علی عهد النبیّ محمّد

فالیوم تُخضب من دمِ الفجّار



والیوم تُخضب من دماء معاشرٍ

رفضوا القران لنصرة الاشرار



طلبوا بثأرهم ببدرٍ وانثنوا

بالمرهفات وبالقنا الخطّار



واللّهِ ربی لاأزال مضارباً

للفاسقین بمرهف بتّارِ






هذا علیَّ الیومَ حقُّ واجبٌ

فی كلّ یوم تعانقٍ وحوار



ثمّ حمل، فقاتل حتّی قُتل). [7] .

ثمّ یروی الخوارزمی الواقعة التی ذكرها كلُّ من المحقّق السماوی(ره)، والمحقّق المقرّم (ره) لشاب آخر، قائلاً: (ثُمَّ خرج من بعده شابٌ قُتل أبوه فی المعركة، وكانت أمّه عنده، فقالت: یا بُنیّ اخرج فقاتل بین یدی ابن رسول اللّه حتی تُقتل! فقال: أَفعلُ. فخرج، فقال الحسین: هذا شابٌ قُتل أبوه، ولعلَّ أُمَّه تكره خروجه.فقال الشاب: أمّی أمرتنی یا ابن رسول اللّه! فخرج وهو یقول:



أمیری حسینٌ ونِعم الامیر

سرور فؤاد البشیر النذیر



علیُّ وفاطمةٌ والداه

فهل تعلمون له من نظیر



ثُمّ قاتل فقُتل، وحُزَّ رأسه ورمی به إلی عسكر الحسین، فأخذت أمُّه رأسه وقالت له: أحسنتَ یا بُنیَّ! یاقُرَّة عینی وسرورَ قلبی!

ثمّ رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خیمة وحملت علی القوم وهی تقول:



أنا عجوزٌ فی النسا ضعیفه

بالیة خاویة نحیفه



أضربكم بضربة عنیفه

دون بنی فاطمة الشریفه



فضربت رجلین فقتلتهما، فأمر الحسین (ع) بصرفها ودعا لها). [8] .



[1] راجع: مناقب آل ابي طالب عليهم السلام 104:4 وفيه بعد ذلك «ثم برزابنه و استشهد»).

[2] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 253.

[3] وفي ابصار العين: 159 «قتل ابوه في المعركة».

[4] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 253 وانظر: ابصارالعين: 159 و حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام:3: 233-234.

[5] اي من بعد نافع بن هلال الجملي (راجع: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 2: 24-25).

[6] في انصارالحسين عليه السلام المستشهدين بين يديه في كربلاء رجلان باسم «جنادة»، هما: الاول: جنادة بن الحرث المذحجي المرادي السلماني الكوفي (رض) وقد استشهد مع عمرو بن خالد الصيداوي (رض) و جماعة في اوائل القتال، والثاني: جنادة بن كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي (رض) و قد قتل في الحملة الاولي (راجع: ابصارالعين: 144و158).

[7] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:2: 25-26.

[8] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 2: 25-26، وانظر: البحار 45: 27-28 عن تسلية المجالس، وفيه اضافة هذا البيت:



له طلعة مثل شمس الضحي

له غرة مثل بدر منير



وقد ذكر ابن شهر آشوب في المناقب: 104:4 بعد ذكره مصرع جناده بن الحارث (رض) قائلا: «ثم برز ابنه واستشهد، ثمّ برز فتي قائلا..» و اورد الابيات و بقية الواقعة، و قال الشيخ القمي في نفس المهموم: 293 «اقول: اني احتمل ان يكون هذا الفتي ابن مسلم بن عوسجة الاسدي رضوان الله عليهما، لما حكي عن روضة الاحباب قريبا من ذلك لابن مسلم بن عوسجة بعد ذكر قتل والده رضوان الله عليهما، و مثله في روضة الشهداء، والله العالم، كما قال الشيخ القمي (ره) في حاشية ص 293 من نفس المهموم ايضا: و يحتمل ان يكون هو ابن مسعود بن الحجاج، ففي الزيارة المروية عن الناحية المقدسة (البحار 72:45) السلام علي مسعود بن الحجاج وابنه».